40 عاماً على الإضراب الشامل… الجولان السوري عائد والاحتلال إلى زوال- فيديو

2022-02-14

دمشق-سانا

سطر أهلنا في الجولان السوري المحتل ملحمة بطولية بإضرابهم الشامل في الرابع عشر من شباط عام 1982 حين تصدوا لقرار كنيست الاحتلال الإسرائيلي الباطل بضم الجولان وفرض قوانين الاحتلال عليه والذي صدر في الـ 14 من كانون الأول عام 1981 حيث أطلقوا شعار (المنية ولا الهوية) على إضرابهم المفتوح رفضاً لفرض (الهوية الإسرائيلية) ولقرار الضم الباطل وللتأكيد على تمسكهم بهويتهم العربية السورية ومواصلة نضالهم في مواجهة إجراءات الاحتلال التعسفية حتى تحرير الجولان والعودة إلى الوطن سورية.

نضال أهلنا في الجولان ضد الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته وقراراته العنصرية حافل بمحطات مقاومتهم له منذ أن دنس تراب أرض الجولان في عام 1967 وشكل الإضراب الشامل الذي أعلنوه قبل 40 عاماً أبرز تلك المحطات وجاء بعد اجتماع شعبي في الثالث عشر من شباط عام 1982 ضم الآلاف من أبناء الجولان وقرروا فيه إعلان الإضراب للتأكيد على رفضهم القاطع قرار الضم ومقاومة كل إجراءات الاحتلال والتمسك بهويتهم العربية السورية.

سلطات الاحتلال وفور إعلان الإضراب فرضت حصاراً عسكرياً على قرى وبلدات الجولان ومنعت وصول المواد الغذائية وقطعت الكهرباء عن الأهالي في محاولة للتعتيم على ما يجري وعزلهم عن العالم الخارجي للضغط عليهم وإجبارهم على إنهاء الإضراب كما اعتقلت العشرات من أبناء الجولان بعد حملات دهم للبيوت وفرضت منع التجوال في مختلف القرى.

أهالي الجولان الصامدون قابلوا الحصار وممارسات الاحتلال بالتجذر في أرضهم وقراهم وواصلوا المقاومة حيث خاضوا خلال فترة الإضراب مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال كان أهمها معركة الهوية في الأول من نيسان عام 1982 بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال عدة قرى ونكلت بأهاليها وبعد أكثر من خمسة أشهر من الإضراب اضطر كيان الاحتلال إلى الاستجابة لمطالب الأهالي والتراجع عن مخططاته العنصرية لفرض (الجنسية الإسرائيلية) على أبناء الجولان بالتزامن مع تأكيد الأمم المتحدة والكثير من الدول الحرة في العالم على أن قرار (الكنيست) الإسرائيلي بضم الجولان باطل ولا أثر قانونياً له وأن الجولان أرض سورية.

ورغم القمع والاعتقالات وعمليات التنكيل وكل ممارسات الاحتلال العدوانية على مدى 55 عاماً من الاحتلال واصل أهلنا في الجولان تصديهم لكل مخططاته ومن بينها ما تسمى (انتخابات المجالس المحلية) حيث أحرقوا في تشرين الأول 2018 البطاقات الانتخابية الصهيونية على مرأى من قوات الاحتلال المدججين بالسلاح تعبيراً عن رفضهم الشديد لإجراء تلك الانتخابات في قرى الجولان كما رفضوا بشكل قاطع المخطط الاستيطاني المتمثل بإقامة توربينات هوائية على مساحة تقارب ستة آلاف دونم من الأراضي الزراعية في القرى المهجرة (عيون الحجل والمنصورة والثلجيات) وقرى مجدل شمس ومسعدة وعين قنية وبقعاثا ومنطقة تل الفرس.

ولمنع الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخطط التوربينات الهوائية الاستعماري التوسعي أعلن أهلنا في الجولان إضرابين شاملين الأول في حزيران 2019 حيث انطلقوا بعد إعلان الإضراب من بلدة مجدل شمس باتجاه الأراضي الزراعية التي تخطط سلطات الاحتلال إقامة التوربينات عليها مؤكدين رفضهم كل إجراءات الاحتلال التعسفية والثاني في كانون الأول 2020 حيث تجمعوا بين قريتي مجدل شمس ومسعدة وانقسموا إلى مجموعات انتشرت في الأراضي المزمع إقامة التوربينات عليها فيما أغلقت قوات الاحتلال عدداً من المداخل الرئيسة لقرى الجولان السوري المحتل ومنعت الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.

الجولان جزء لا يتجزأ من سورية واستعادته حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 بكل السبل التي يكفلها القانون الدولي ستبقى أولوية للسياسة السورية والبوصلة التي لن تحيد عنها.. واليوم وبعد 40 عاماً على الإضراب الشامل يؤكد أهلنا في الجولان السوري المحتل أنه مهما أوغل الاحتلال في ممارساته وإجراءاته وقراراته الباطلة سيبقون على العهد متمسكين بانتمائهم لسورية وبالهوية العربية السورية التي يتوارثها الأبناء عن الأجداد مشددين على أن أرضهم ملكية مقدسة لن يتنازلوا عن شبر منها للمحتل الإسرائيلي فهم راسخون فيها وهو إلى زوال.

تاريخ النشر

14.02.2022

قراءة المزيد: