الجيش العربي السوري وحلفاؤه يغلقون ملف “داعش” في المنطقة الشرقية.. ويدفنون حلم واشنطن بتقسيم سورية
دير الزور-سانا
بالأمس وضع الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة نقاطه على آخر الشطر في حوض الفرات معلنا انتقال تنظيم داعش الإرهابي إلى العدم عن عمر ناهز الأربع سنوات “عاثها” إرهابا وإجراما بما لا يمكن وصفه على امتداد التاريخ البشري ليغلق ملف هذا التنظيم التكفيري في المنطقة الشرقية.
فقد أعلن مصدر عسكري أمس سيطرة الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة على كامل حوض الفرات بعد سيطرته على 27 مزرعة وقرية وبلدة كانت تمثل آخر وجود فعلي لإرهابيي “داعش” في البادية بعد معركة خاطفة بمعايير الحروب التي يكون أحد أطرافها تنظيما مؤلفا من عصابات مدربة ومدججة تسليحيا وأيديولوجيا تحترف الإرهاب وتتقن إخراجه للعالم بحيث يوحي بأن المواجهة معه ستكون سلوكا عبثيا واستنزافا لا طائل منه.
سيناريو محاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي أعده الجيش العربي السوري بالتعاون مع حلفائه اقتضى اعتماد ما يعرف في العلوم العسكرية بسياسة القضم حيث تم تنفيذها بإتقان وتسلسل وفق مبدأ الأولويات فكانت البداية بإحداث هزة عنيفة في ركائز عرش التنظيم الإرهابي بالانقضاض عليه بفائض من القوة في تدمر التي مثلت واحدة من أهم ركائزه لتعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في الثاني من شهر آذار الماضي السيطرة على مدينة تدمر مشيرة إلى أن هذا الإنجاز “يؤسس لتوسيع العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي على محاور واتجاهات عدة وتضييق الخناق على إرهابيي التنظيم وتقطيع خطوط إمدادهم”.
وبالفعل وحسب التوقيت الميداني للجيش وحلفائه أعلن الجيش انطلاق عملية عسكرية موسعة للقضاء على تنظيم “داعش” بريف حمص الشرقي بالكامل تمهيدا لاجتثاثه من كامل البادية ولاحقا من كامل الأراضي السورية وتمكن الجيش من السيطرة في الثاني عشر من آب الماضي على مدينة السخنة نحو 70 كم إلى الشمال الشرقي من تدمر ما شكل ضربة قوية جديدة للتنظيم الإرهابي حيث كانت السخنة تعد أكبر تجمع لإرهابييه في ريف حمص الشرقي وأهم طرق إمداده الرئيسية بما تمثله من عقدة وصل مهمة بين أرياف حمص ودير الزور والرقة.
وتوالت نجاحات الجيش العربي السوري وحلفائه وفق الخطط الموضوعة حيث تمت السيطرة خلال الثلاثين ساعة التالية على 7 قرى وبلدات إضافية في ريف حمص الشرقي الأمر الذي زاد من الضغوط على التنظيم الإرهابي فعلاوة عن خسائره الجغرافية تكبد خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد وفقد الكثير من طرق الإمداد.
وتواصلت النجاحات وقضم المزيد من المساحات التي كانت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي وتمكن الجيش خلال أقل من 24 ساعة من استعادة السيطرة على 16بلدة وقرية وعدد من النقاط الحاكمة بريف حمص الشرقي من بينها بلدة حميمة التي شكلت للتنظيم الإرهابي مركز تجمع “مؤقتا” بعد طرده من مدينة السخنة وإعادة الأمن إليها.
وشهد مطلع شهر أيلول الماضي تطورا بارزا في سير العمليات العسكرية للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي في البادية باتجاه الشمال حيث أعلن مصدر عسكري في الأول منه وصول طلائع وحدات الجيش وحلفائه إلى مشارف الحدود الإدارية لدير الزور ما شكل حينها تهديدا وجوديا للتنظيم الإرهابي في كامل المدينة التي شكلت بالنسبة له خزانا بشريا وتذخيريا في سورية.. تهديد لم يتح لإرهابيي التنظيم الإفلات من مفاعيله حيث أعلن مصدر عسكري في الخامس من أيلول كسر الجيش بالتعاون مع الحلفاء الحصار المفروض على مدينة دير الزور منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد وصول قواته المتقدمة من الريف الغربي إلى الفوج 137 تلاه بعد ساعات إعلان السيطرة على بلدة كباجب جنوب غرب دير الزور ثم السيطرة على جسر الرقة الاستراتيجي على المحور الغربي للمدينة وبلدة الشولا وحقل التيم النفطي الذي كان موردا ماليا كبيرا للتنظيم الإرهابي قبل أن يعلن مصدر عسكري في العاشر من الشهر ذاته السيطرة على سلسلة جبال الثردة الاستراتيجية خط الدفاع الرئيسي عن المطار العسكري من الجهة الجنوبية لتصبح مدرجاته جاهزة لاستقبال الطائرات.
وفي الثامن عشر من أيلول عبرت وحدات من الجيش العربي السوري إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات تزامنا مع هبوط أول طائرتي نقل تابعتين لسلاح الجو السوري في مطار دير الزور العسكري بعد تأمين محيطه بشكل كامل محملتين بكميتين كبيرتين من المواد اللازمة لإمداد القوات العاملة في دير الزور.
وتتويجا للانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري أعلن مصدر عسكري في الثالث من تشرين الثاني إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل مدينة دير الزور بعد القضاء على آخر معاقل إرهابيي تنظيم “داعش” ما شكل إيذانا بتوسيع دائرة استهداف وملاحقة إرهابيي “داعش” لاجتثاثهم من ريف دير الزور الأمر الذي حدث بالفعل وبشكل مطرد حيث أعلن الجيش العربي السوري في الرابع عشر من تشرين الأول “استعادة السيطرة على مدينة الميادين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي والقضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي “داعش” وتدمير أسلحتهم وعتادهم”.
وشهدت مراحل عمليات الجيش وحلفائه لاجتثاث إرهابيي “داعش” محطات بارزة كشفت إضافة إلى البطولات التي سطرها الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة افتضاح الرعاية الأمريكية لتنظيم “داعش” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية وتقديم الدعم والإسناد له في كل مرة كان الخناق يشتد على رقاب إرهابييه.. ومع احتضار التنظيم التكفيري وانحساره إلى آخر أوكاره وملاذاته في مدينة البوكمال على الحدود العراقية انخرط الأمريكيون بشكل مباشر لإنقاذ إرهابيي “داعش” وأمدوهم بكل ما يلزم من تذخير وتوجيه وحماية من ضربات الجيش وحلفائه ولا سيما من غارات سلاحي الجو السوري والروسي حيث كشفت وزارة الدفاع الروسية في الرابع عشر من تشرين الثاني عن أدلة تثبت تقديم “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة دعما مباشرا لتنظيم داعش الإرهابي عبر إقدام طيران “التحالف” على محاولة التشويش على عمل سلاح الجو الروسي في سماء البوكمال وذلك لتأمين الخروج الآمن لإرهابيي “داعش”.
الاستماتة الأمريكية لمنع موت “داعش” لم تؤد إلا إلى منح التنظيم الإرهابي بضع ساعات تمكن خلالها من تهريب عدد من متزعميه عبر حوامات أمريكية إلى الوجهة المناسبة وفقا لمصالح واشنطن في المنطقة.. ليعلن الجيش العربي السوري في التاسع عشر من تشرين الثاني “القضاء على آخر بؤر تنظيم “داعش” في مدينة البوكمال وفرار العشرات من إرهابييه تحت غطاء من “التحالف الأمريكي” إلى شرق نهر الفرات بينهم متزعمون آخرون في حين سلم بعضهم نفسه لمجموعات “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة.
هكذا وبعد حياكة ونسج وتدبير.. وعن سابق إصرار وترصد لقم الجيش العربي السوري سلاحه بالتعاون مع الحلفاء وصوب على “داعش” وأصابه في مقتل.