بتاريخ 4 تموز/ يوليو، افتتح تحت رعاية سفارة الجمهورية العربية السورية في أوكرانيا في قاعات معرض متحف “دار المتروبليت” التابع للمحمية الوطنية “آية صوفيا كيفسكا” معرض تحت عنوان “أرض القوزاق” بعيون مسافر سوري من القرن السابع عشر”.
تحت رعاية سفارة الجمهورية العربية السورية في أوكرانيا وبالتعاون مع المتحف التاريخي الأوكراني ، افتتح في الأول من الشهر الجاري تموز (يوليو)، ولأول مرة المعرض الثقافي التاريخي الأوكراني السوري في كنيسة “آية صوفيا كيفسكا” في العاصمة كييف والذي سيستمر حتى الأول من شهر أيلول (سبتمبر) تحت عنوان “بلاد القوزاق برؤية الرحالة السوري بولص الحلبي” وقد شاركت السفارة السورية بكامل طاقمها الدبلوماسي والمحلي برئاسة سعادة السفير الدكتور حسن خضور وبمرافقة قيادة الجالية السورية في كييف وعدد كبير من الضيوف والزوار المهتمين بتاريخ سورية وثقافتها وحضارتها، وكان قد استقبل وفد السفارة السورية، كل من نائب مدير المتحف التاريخي الأوكراني، ومديرة المكتبة الوطنية الأوكرانية، ورئيسة قسم الأرشيف، بالإضافة إلى الأكاديمية والمستشرقة البروفسورة في جامعة اللغات والإستشراق يوليا بيتروفا والتي لعبت دوراً كبيراً في تنظيم هذا المعرض، وقد ألقت مديرة المكتبة الوطنية ومدير المتاحف كلمة رحبا فيها بسعادة السفير والوفد المرافق له والضيوف، ومن ثم أعطيت الكلمة لسعادة سفير الجمهورية العربية السورية في أوكرانيا الدكتور حسن خضور، الذي أشاد بالدور الكبير الذي لعباه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الأب الشهيد مكاريوس الزعيم (القرن السابع عشر) وابنه الأرشيدياكن بولص الزعيم الذي لقب بالحلبي فيما بعد، بتوطيد العلاقات بين الكنيسة الأثوذوكسية لأنطاكية وسائر المشرق والكنيسة الروسية الأرثوذوكسية، كما تكلم عن الزيارتين التي قاما بها بين أعوام (1652-1669) إلى روسيا وأوكرانيا (والتي كانت جزأ من روسيا في ذلك الوقت وكتب عنها الابن بولص الحلبي وعن الأثر الطيب والجميل التي تركتها هذه الزيارات في أنفسهم، كم أشار سعادته إلى دور التسامح الديني بين الطوائف والمذاهب الذي كان يؤكد عليه الأب ماريوس في تلك الأيام وما أحوج له اليوم، في زمن تسعر فيها بعض القوى الرجعية والسلفية والتكفيرية النعرة الطائفية بين الأديان والمذاهب والطوائف، كما تكلم سعادة السفير عن الجرائم والتفجيرات البشعة والقتل الممنهج التي قام ويقوم بها الإرهاب في سورية ليس فقط ضد الإخوة المسيحيين فقط، بل ضد الدولة والشعب السوري بكافة طوائفه ومذاهبه وأديانه الذين يرفضون مخططاتهم الدنيئة التي تحاول إركاع سورية الصامدة وإثنائها عن القيام بدورها الوطني والقومي في الدفاع عن مصير وكرامة الأمة العربية.
بعد إلقاء الكلمات، تجول الضيوف والزائرون في قاعات المتحف مطلعين على بعض المخطوطات والكتابات التي تركها الرحالة السوري بولص الزعيم الحلبي والترجمات التي قام بها الواعظ وعالم اللغات من أصل سوري توفيق جبرائيل قزما، كما تعرفوا على اللوحات الزيتية لبعض الفنانين الأوكران المرسومة عن شخصيات وأساطير سورية.