نيويورك-سانا
أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المستشار الدكتور لؤي فلوح أن نظام أردوغان الخارج عن الشرعية الدولية يواصل بدعم دول غربية اعتداءاته على الأراضي السورية في محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية مشددا على أن سورية تحارب الإرهاب على أراضيها وستواصل ذلك حتى تحرير كل شبر منها.
وأوضح فلوح خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الوضع في سورية أن البعض يعتقد أن عقد جلسات متكررة للمجلس يأتي حرصا على مصلحة سورية وأمن ورفاه مواطنيها إلا أن الحال ليست كذلك على الإطلاق ففي حين تتمسك دول أعضاء في هذا المجلس بمبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة وتدافع عنها تسعى دول أعضاء أخرى لاستغلال هذا المنبر بشكل متكرر للإساءة للدولة السورية والترويج لمزاعم لا أساس لها من الصحة وعرقلة الإجراءات التي تتخذها للقيام بواجبها الدستوري في حماية مواطنيها من ممارسات التنظيمات الإرهابية لا بل إن بعض الدول الأعضاء تسعى لتحويل المجلس إلى منصة لحلف الناتو والتغطية بالتالي على أعمال عدوان تنتهك الميثاق وتهدد السلم والأمن الدوليين اللذين أنيطت بهذا المجلس مهمة الحفاظ عليهما.
ودعا فلوح من ينصب نفسه مدافعا في مجلس الأمن عن عدوان النظام التركي إلى أن يتذكر أن محافظة إدلب هي جزء من أراضي الجمهورية العربية السورية يسيطر عليها تنظيم جبهة النصرة المدرج على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية وعليه أن يتذكر أيضا أن تفاهمات أستانا وسوتشي لخفض التصعيد في إدلب استثنت التنظيمات الإرهابية من أي وقف لإطلاق النار وتعهد بموجبها ضامنها النظام التركي بسحبهم ونزع أسلحتهم ووقف قصفهم واعتداءاتهم على المناطق المجاورة ولم تكن تلك التفاهمات تهدف بأي حال من الأحوال إلى السماح للتنظيمات الإرهابية بأن تجعل إدلب وما حولها معقلا لها أو أن تواصل اتخاذ المدنيين هناك رهائن ودروعا بشرية.
ولفت فلوح إلى أن تلك التفاهمات أكدت على حق الدولة السورية بمواصلة التصدي للإرهاب وهو الأمر الذي لن تتوانى عن القيام به حتى تحرير كل شبر من أراضيها والأهم من ذلك أن سورية تحارب الإرهاب ومن يرعى الإرهاب على أرضها وليس على أراضي الآخرين موضحا أن معاناة المواطنين السوريين في إدلب ناجمة عن قيام النظام التركي خلال الأيام الأخيرة بإدخال كميات كبيرة جدا من الأسلحة والذخائر للإرهابيين عبر ما تسمى “معابر إنسانية” وقيامه أيضا باستهداف المناطق المأهولة بالسكان وبعض النقاط العسكرية وتوفير الدعم العسكري للإرهابيين الذين يحتمون بالمدنيين لتأمين حالة تتيح لهم الاستمرار بتنفيذ مخططاتهم الإرهابية.
وأكد فلوح أن الدولة السورية هي الأحرص على مواطنيها والمطلوب هو مساعدتها على القيام بهذه المهمة وليس العمل على حصارها وتشويه صورتها مستغربا قيام بعض الدول في مجلس الأمن بتجاهل جرائم الإرهابيين ودفاعها عنهم.
وأوضح فلوح أنه تم تحرير الأجزاء التي كان يحتلها الإرهابيون منذ سنوات في ريفي حلب الشمالي والجنوبي كما تم صباح اليوم تسيير أول طائرة مدنية تقل عشرات الصحفيين من مطار دمشق إلى مطار حلب الدولي مشيرا إلى أن ملايين السوريين خرجوا إلى الشوارع وخاصة في مدينة حلب للتعبير عن فرحتهم بتحرير الجيش العربي السوري ريف المدينة من الإرهابيين الذين كانوا يقصفون أهالي المدينة بالصواريخ والقنابل بشكل يومي ما أدى إلى استشهاد وجرح الالاف.
وبين فلوح أن آلاف السوريين بدؤوا العودة إلى أماكن سكنهم في المناطق المحررة من حلب وإدلب وحماة مجددا دعوة جميع السوريين المهجرين الذين اضطرتهم ظروف الحرب على الإرهاب للرحيل عن قراهم ومنازلهم إلى العودة إليها حيث سيتم توفير كل مستلزمات الحياة المطلوبة لهم.
وشدد فلوح على وجوب قيام مشغلي التنظيمات الإرهابية في تركيا وبعض بلدان أوروبا الغربية بإلزام أدواتهم من الإرهابيين بالسماح للمواطنين السوريين بالعودة إلى منازلهم مطالبا منظمات الأمم المتحدة بتوفير المساعدات الإنسانية لهؤلاء المواطنين بدلا من الاكتفاء بإصدار بيانات وتقديم إحاطات لا تعكس حقيقة الواقع وضرورة التأكيد على مسؤولية التنظيمات الإرهابية عن كل الدمار والمعاناة التي يعانيها المواطنون السوريون في إدلب وغيرها.
وأعرب فلوح عن إدانة سورية منع قوات الاحتلال الأمريكية وعملائه من الميليشيات المسلحة العاملين في وزارة الصحة من إيصال الأدوية ومعالجة المصابين بمرض اللاشمانيا في منطقة شرق الفرات وعن خيبة أملها حيال مماطلة بعض منظمات الأمم المتحدة وبشكل خاص منظمة الصحة العالمية لعدم إدخالها المساعدات الدوائية من معبر البوكمال إلى سورية فورا.
وأشار فلوح إلى أن تصعيد دول غربية بشكل كبير إجراءاتها الاقتصادية القسرية أحادية الجانب على سورية بالتزامن مع الإعلان عن تشكيل وانطلاق عمل لجنة مناقشة الدستور في جنيف هو أمر يعاكس المنطق وما كان يفترض حدوثه ويؤكد ما نبهت منه سورية مرارا وتكرارا بأن تلك الدول تعمل على إطالة أمد الأزمة وعرقلة حلها وتعطيل جهود الدولة السورية وحلفائها لمكافحة الإرهاب.
وجدد فلوح التأكيد على القيادة والملكية السورية للعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة ودون أي تدخل خارجي وعلى ضرورة التزام جميع الدول الأعضاء في المجلس وخارجه بسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها وضرورة التوقف عن استخدام مجلس الأمن لخدمة أجندات تتناقض مع دوره ومع قراراته التي أكدت جميعها على احترام سيادة سورية ووحدة شعبها وأرضها مشددا على أن النجاح في التوصل إلى حل للأزمة في سورية يستلزم القضاء على الإرهاب ووضع حد لممارسات الدول الداعمة له ووقف تدخلاتها السافرة واعتداءاتها على سورية.