معاون وزير الخارجية والمغتربين، الدكتور أيمن سوسان وفي تصريح لصحيفة الوطن، يؤكد أن سورية والسوريين ومع مرور تسع سنوات من الحرب الظالمة التي تشن على البلاد، يسيرون بخطا واثقة نحو تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وتحقيق وحدة بلادهم أرضاً وشعباً وتحقيق قراراها الوطني المستقل.
وفي تصريح لـصحيفة «الوطن»، بمناسبة مرور تسع سنوات على بدء الأزمة السورية، أشار سوسان إلى ما قالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال اجتماع مع كتلة حزبها النيابية في الـ5 من الشهر الجاري، حيث انتقدت سياسة الغرب تجاه سورية، ولفتت إلى أنه تبين أن تغيير الحكم من الخارج غير ممكن وأن الحرب لن تؤدي إلا إلى زيادة التطرف.
وأوضح سوسان، أن هذا التصريح يظهر تماماً حقيقة ما تعرضت له سورية، وأن ما حصل هو تنفيذ لسيناريو أُعد بشكل محكم لهذه المنطقة من أجل تغيير التوجهات السياسية لها بما يضمن مصادرة القرار السياسي واتخاذ خيارات تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة والحلف الذي يدور في فلكها.
وقال: «منذ البداية كنا مدركين وواعين لما تتعرض له بلادنا، وكان نهج الدولة السورية والشعب السوري في مقاومة هذه المؤامرة نابعاً من الإدراك العميق لمرامي ما تتعرض له بلادنا والمنطقة والذي ظهر اليوم بشكل كبير، فهم استعملوا شتى أنواع الخداع وأساليب الحروب».
وأضاف: «كان الضغط السياسي واضحاً جداً، إذ إن الإجراءات المتخذة ضد سورية من حزم عقوبات كان شيئاً معداً سلفاً»، موضحاً أنهم «كانوا يريدون عزل الدول السورية وشيطنتها، لكن الآن بعد تسع سنوات من هذه الحرب الظالمة أستطيع أن أقول وبكل ثقة أن سورية والسوريين يسيرون بخطا واثقة نحو تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وتحقيق وحدتها أرضاً وشعباً وقراراها الوطني المستقل».
وبين سوسان، أن التغير في مقاربات الغرب مما يحدث في سورية فرضه إخفاق مشروعهم فيها بعد الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري.
وقال: «الكثيرون يتحدثون عن هذا المصير وبدؤوا يفكرون في كيفية انتهاج مقاربة جديدة مما يجري في سورية لكن البعض يصرح بذلك علناً والبعض بشكل خجول والبعض الآخر لا يزال يكابر لأنه على مدار تسع سنوات رفع السقف وصعد إلى أعلى الشجرة ولا يعلم كيف ينزل منها بعد طروحاته الكبيرة تلك».
وأكد سوسان، أن من عادوا سورية يريدون حفظ ماء وجههم الآن، لافتاً إلى أنه إن أخطؤوا في مقاربة ما، فالدولة السورية لا تطلب من أحد أن يقول إنه أخطأ بل تتطلب منهم فقط اتخاذ موقف واضح من الإرهاب الذي ضرب سورية، مشيراً إلى أنه بذلك تكون الأمور مشرعة من أجل عودة العلاقات إلى طبيعتها، ولافتاً إلى أن اتخاذ موقف واضح من الإرهاب هو بمثابة الكثير من الأمور التي يجدون أنه من الصعب عليهم التحدث فيها.
وحول الخطوات التي بتنا نشهد تسارعها من قبل بعض الدول باتجاه استعادة العلاقات مع سورية، قال معاون وزير الخارجية والمغتربين: «نحن في هذا المجال لم نغلق الباب في وجه أحد، نحن لم نعتد على أحد بل اُعتدي علينا وكل من يغير مقاربته في هذا المجال سيجد أن أبواب سورية مفتوحة أمامه».
وأضاف: فيما يتعلق بالجانب العربي، فلا أحد يستطيع أن يزاود على سورية في انتمائها العربي وفي البعد العربي في توجهات السياسة الخارجية السورية، نحن منفتحون بمقابل كل خطوة إيجابية، وعلى كل من جرف العرب ومؤسساتهم باتجاه آخر أن يعود إلى جادة الصواب، ويدرك تماماً أن ما تعرضت له سورية يمكن أن يتعرض له الكثيرون ولا أحد بمنأى من ذلك».
وأكد سوسان أنه بالنسبة للعلاقات الأخرى مع الدول الأخرى، «فنحن أيضاً منفتحون على الجميع ونعمل ونسعى دائماً لأن تكون علاقتنا جيدة مع كافة الدول».
وبين أن سورية تصدت للحرب الظالمة عبر أمور أساسية، منها مكافحة الإرهاب وتعزيز المصالحات الوطنية والمحلية والتجاوب مع كافة الجهود الصادقة من أجل إيجاد مخرج لما تمر به سورية.
وأضاف: «أثبتنا دائماً ذلك وكنا فاعلين وايجابيين طيلة عملية جنيف، إذ أن الوفد السوري كان يقدم أفكار بناءة وإيجابية لكن للأسف لم تؤد هذه العملية إلى أي شيء بسبب تدخّل الغرب والدول المتآمرة على سورية فيها والذين كانوا يريدون منها أن تسلّم مفاتيح السلطة لهم».
وتابع: «يدركون أن هذا الشيء مستحيل لأن السلطة لا يملكها إلا الشعب السوري وهو الذي يقرر مستقبله»، مؤكداً أن هذا السلوك الغربي هو الذي أدى إلى إخفاق محادثات جنيف.
ولفت سوسان إلى أنه «في المقابل رأينا أن عملية أستانا قد حققت نتائج إيجابية على صعيد مناطق خفض التصعيد والتي أدت إلى تضييق مصالح الإرهاب في سورية».
وأكد الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع كافة الجهود الصادقة التي تحترم سيادة سورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأن أي عملية سياسية حتى تكون ناجحة يجب أن يكون منطلقها وهدفها وأساسها حواراً سورياً سورياً بملكية سورية دون أي تدخل خارجي، معتبراً أن «التدخل الخارجي هو ما أدى إلى ما نحن فيه، وهو نفسه الذي يعيق الخروج من الأزمة».
وحول الملف الكردي الذي لا يزال أحد الملف
وأضاف: «أما من يتحدث بطروحات وأجندات يدرك تماماً أن لا حظ لها بالنجاح، أعتقد أن عليه أن يعود إلى جادة الصواب وأن يتكاتف مع كافة أبناء الوطن من أجل درء جميع الأخطار التي لا تزال تواجه سورية، والتي تتمثل بشكل أساسي بالعدوان التركي الغاشم الذي يستهدف بلدنا ويستهدف كل السوريين بلا استثناء».
ودعا سوسان «البعض ممن لا تزال هناك غشاوة على أعينهم أن يروا الواقع جيداً وألاّ يثقوا أبداً بما يقوله لهم الأميركي، هم بالنهاية تفصيل لسياسته في المنطقة».
وبخصوص موقف الدولة السورية ممن يسمون أنفسهم بالمعارضة، ويتداعون لعقد اجتماعات للخروج بأجسام معارضة جديدة، قال سوسان: «صدر الدولة السورية مفتوح لجميع أبناءها»، لافتاً إلى أن «أية اجتماعات أو ملتقيات تكون بترتيب من الخارج لا تختلف بأي شيء عما كان يحصل سابقاً»، ومشدداً على أنه اليوم ومع ما تعرضت له سورية «لا يوجد انقسام بين معارضة وموالاة، بل الانقسام بين ما هو وطني وغير وطني».
وقال: «من ارتضى على نفسه أن يكون بيد الآخرين فمهما حاول تغليف وتلميع ما يقوم به يكن قد صنف نفسه بنفسه، فهناك وطني وغير وطني ونقطة على السطر».
وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية