المقداد: حق سورية في الجولان المحتل راسخ ولا يخضع للتفاوض أو التنازل

 

دمشق-سانا

أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن سورية صمدت وقاومت وحققت إنجازات كبيرة في الحرب على الإرهاب لكن التنظيمات الإرهابية لا تزال تنتشر على أجزاء من أراضيها ولهذا فإن الحرب على الإرهاب متواصلة حتى القضاء عليه بشكل نهائي.

وأوضح المقداد في مقابلة مع قناتي السورية والإخبارية الليلة أن سورية أنجزت الكثير في حربها على الإرهاب لكنها لم تتخلص منه بشكل كامل فتنظيم جبهة النصرة الإرهابي ما زال ينتشر في شمالها الغربي بدعم من النظام التركي وتنظيم “داعش” في الشمال الشرقي بدعم من قوات الاحتلال الأمريكي مشيراً إلى أن سورية وبجهود الجيش العربي السوري وبالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء ستقضي على ما تبقى من الإرهابيين لتبدأ نهضة جديدة تعيد إعمار ما دمره الإرهاب وداعموه.

وقال المقداد: تركيا تحتل أجزاء من الأراضي السورية وتقوم بتتريكها وتقطع المياه عن أبناء الشعب السوري لأشهر واسابيع وتحمي المجموعات الإرهابية في انتهاك لتفاهمات أستانا ضمن محاولات نظام أردوغان لتنفيذ مخططاته وأوهامه العثمانية الاستعمارية مؤكداً أن سورية ستحرر هذه الأراضي سواء إدلب او المناطق الشمالية على الحدود السورية التركية.

وأشار المقداد إلى أن قوات الاحتلال الأمريكي وميليشيا “قسد” يواصلان سرقة ثروات الشعب السوري في منطقة الجزيرة من نفط وقمح وقطن لافتاً إلى أن ممارسات هذه الميليشيا الانفصالية مرفوضة وسورية لا يمكن أن تقبل بفصل ولو ذرة تراب عن أرضها وعليهم عدم المراهنة على واشنطن فهذه الأرض الغالية لكل السوريين وسنعيد الأمن والاستقرار إلى كل المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية.

وشدد المقداد على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده وليس ميليشيات انفصالية مرتبطة بالأجنبي بعلاقات فيها الكثير من الذل والانصياع لأوامره على حساب مصالح الشعب السوري لافتاً إلى أن الأجنبي يستخدم “قسد” وغيرها لفترة معينة ثم يتركها لاحقا وبالتالي على هذه الميليشيا أن تدرك أن الشعب السوري مع وحدة سورية وسيادتها واستقلالها ولن يكون هناك أي خيار آخر.

وأوضح المقداد أن ميليشيا “قسد” تحتجز نحو 60 ألف شخص في مخيم الهول بريف الحسكة بدعم أمريكي وتسرق المساعدات المقدمة لهم وتبتز الدول التي لديها إرهابيون في المخيم ماليا مقابل استعادتهم مشيراً إلى أن معظم الموجودين في المخيمات غير سوريين أرسلهم أعداء سورية لاستهداف شعبها ويجب إغلاق هذه المخيمات بشكل نهائي وعلى الدول الأوروبية استعادة إرهابييها وعائلاتهم وستثير سورية هذا الموضوع على مختلف الصعد من أجل عودتهم إلى بلدانهم.

ولفت المقداد إلى أن الولايات المتحدة دمرت الرقة بذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي وارتكبت جرائم حرب فيها وفي دير الزور وهو ما أقر به البنتاغون مؤخراً وقال: كنا نؤكد أنهم ارتكبوا عشرات الجرائم ولم يعترف أحد بذلك لأن أعداء سورية يسيطرون على الإعلام الدولي لكن الآن هم يعترفون على لسان وزارة الدفاع الأمريكية أنهم قتلوا 80 مواطناً سورياً من الأطفال والنساء بصاروخ واحد فأين هي الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية مقارنة بهذه الجرائم التي ترتكبها واشنطن وأدواتها في المنطقة اليوم مؤكدا أن العالم سيتوحد في مرحلة معينة من أجل مكافحة الإرهاب بالطريقة التي تحارب فيها سورية وحلفاؤها الإرهاب.

وبين المقداد أن الدولة السورية مستمرة في المصالحات الوطنية بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضيها مشيرا إلى أن المصالحات التي شهدناها مؤخرا في درعا ودير الزور تشكل خطوة مهمة في هذا الاتجاه حيث تمت تسوية أوضاع أكثر من 30 ألف شخص وعودتهم لممارسة حياتهم الطبيعية.

وأكد المقداد أن الإجراءات الاقتصادية القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة ودول غربية على الشعب السوري غير شرعية وهدفها تحقيق أجندات هذه الدول مشدداً على وجوب رفع هذه الإجراءات التي فاقمت معاناة الشعب السوري الناجمة عن الإرهاب الذي تدعمه هذه الدول.

وشدد المقداد على رفض سورية تسييس الغرب موضوع المساعدات الإنسانية التي يجب أن تصل إلى مستحقيها دون تمييز مع ضمان عدم وصولها إلى الإرهابيين مؤكداً أن الدولة السورية هي الأحرص على مواطنيها وتقوم بإيصال المساعدات الإنسانية ولقاحات كورونا إلى كل المناطق لكن الغرب يتلاعب بالمساعدات ويجعلها أداة في الحرب على سورية.

وأشار المقداد إلى أن جرائم التنظيمات الإرهابية هي التي هجرت السوريين إلى المخيمات وفي الخارج مجددا دعوة سورية لكل مواطنيها المهجرين بالعودة إلى وطنهم بعد تهيئتها التسهيلات اللازمة والظروف الملائمة لذلك ومبينا أن الغرب يعرقل عودة المهجرين للاستثمار في هذا الموضوع وللأسف تمتنع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن تقديم مساعدات مالية للاجئين السوريين الراغبين بالعودة في حين أنها تقدمها لكل لاجئ في العالم يريد العودة إلى وطنه.

وجدد المقداد التأكيد على تمسك سورية الراسخ بحقها في استعادة كامل الجولان المحتل وهذا الحق لا يخضع للتفاوض أو التنازل ولا يمكن أبدا أن يسقط بالتقادم وتأكيدها على أن كل الإجراءات التي اتخذتها “إسرائيل” السلطة القائمة بالاحتلال لتغيير معالمه الطبيعية والديموغرافية أو فرض ولايتها عليه باطلة وملغاة وليس لها أي أثر قانوني بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981.

ولفت المقداد إلى أن الهدف من الحرب الإرهابية التي شنت على سورية والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيها منعها من تحرير الجولان وقال: إن الجولان عائد إلى سورية لا محالة ونحن على ثقة بأننا سنكون يوماً مع أهلنا في الجولان ونأمل أن يكون هذا اليوم قريباً.

وفيما يتعلق بعمل لجنة مناقشة الدستور أوضح المقداد أن سورية تتعامل بإيجابية مع اللجنة وأن مشكلتها ليست مع مبعوث الأمم المتحدة أو المنظمة ذاتها بل مع من لا يريد الخير لسورية ولشعبها ومع هؤلاء الذين أرسلوا عشرات آلاف الإرهابيين وأنفقوا مليارات الدولارات لتدمير الاقتصاد والبنى التحتية في سورية مبيناً أنهم عندما فشلوا في تحقيق أهدافهم عن طريق الإرهاب والقتل وبدأ الإرهاب يعود إليهم لجؤوا إلى عرقلة الحل السياسي والتأثير على الأطراف الأخرى في لجنة مناقشة الدستور لأنهم لا يريدون أن تستقر الاوضاع في سورية.

ورداً على سؤال حول وجود انفتاح في العلاقات العربية مع سورية قال المقداد: إن تعزيز العمل العربي المشترك يجب أن يكون أولوية الدول العربية فمن الطبيعي أن تكون هذه الدول مع بعضها لمواجهة الخطر الحقيقي الذي ينذر بتفتيتها مشيراً إلى أن ما يهم سورية هو تعزيز علاقاتها الثنائية مع الدول العربية وهذه العلاقات جيدة وتتطور بشكل معقول ونلتقي مع مسؤوليها على الدوام وفي كثير من الأحيان لا تكون هذه اللقاءات معلنة معرباً عن التفاؤل بأن الأعوام القادمة ستكون أعوام خير على سورية وعلى أمتنا العربية إذا استطعنا أن نفكر بطريقة تخدم مصالحنا جميعاً.

وأكد المقداد أن صمود الشعب السوري وتضحيات الجيش العربي السوري أفشلت مخططات الأعداء الرامية لتغيير سياسة سورية التي تناصر القضايا العربية والقضايا العادلة لشعوب العالم مشدداً على الثقة بأن الأزمة في سورية ستكون محرضاً على مزيد من الإنجازات فالشعب السوري مبدع ومعطاء وقادر على الحفاظ على تاريخه والإرث الذي تركه له الأجداد من أجل الحاضر والمستقبل.

تاريخ النشر

28.12.2021

قراءة المزيد: