عيد المقاومة والتحرير في ذكراه العشرين… محطة نضالية مشرفة للمقاومة الوطنية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي

دمشق-سانا

في تجسيد تاريخي لانتصار الشعوب وإرادتها على الظلم والاحتلال يستحضر اللبنانيون وأحرار العالم اليوم الذكرى العشرين لعيد المقاومة والتحرير التي توجت تضحيات الشعب اللبناني ومقاومته الوطنية في مواجهة العدو الإسرائيلي وكسر مخططه الصهيوني وتطهير الجنوب اللبناني من دنس إرهابه واحتلاله.

ففي الخامس والعشرين من أيار عام 2000 استطاعت المقاومة الوطنية والشعب اللبناني وبعد سنوات من الصمود والنضال دحر الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بسحب قواته الغازية تحت جنح الظلام وأخلى مواقعه من عشرات القرى والبلدات في الجنوب وسط حالة من التخبط بين صفوف جنوده وضباطه ليغادر تلك القرى مهزوماً.

انتصار وصفه عضو كتلة التنمية والتحرير اللبنانية النائب قاسم هاشم في تصريح له بأنه “محطة أساسية في تاريخ الوطن والأمة حيث أثبت هذا الانتصار أن إرادة الشعوب المقاومة تستطيع أن تنتصر مهما كانت قوة العدو وغطرسته.. إنها حقيقة انتصار لبنان المقاوم الذي كرس بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة معادلة الردع مع العدو الاسرائيلي لوضع حد لمغامرات العدو وأطماعه في وطننا وسيبقى هذا اليوم الوطني ناقص الفرحة إلى أن يستكمل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر وكل حبة تراب ونقطة مياه أو نفط محتلة”.

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون أكد أن الانتصار جاء بعد تحطيم هيبة العدو الإسرائيلي ونتيجة لصمود الشعب والمقاومة وتمسكهم بحق التحرير الكامل للأراضي المحتلة.. حق لبنان في استعادة ما تبقى من أراضيه المحتلة والتصدي لمخططات العدو الإسرائيلي وخروقاته للسيادة الوطنية.

وفي أيام التحرير شكل أهالي الجنوب اللبناني في الحادي والعشرين من أيار سلاسل بشرية مدعومة من المقاومة الوطنية اللبنانية لتحرير القرى الجنوبية والذي بدأ من بلدة الغندورية باتجاه القنطرة ثم إلى قرى الطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت وحولا ومركبا وبليدا وبني حيان وطلوسة وعديسة وبيت ياحون وكونين وغيرها.

وفي اليوم التالي انضمت بلدات بنت جبيل عيناتا ويارون والطيري وباقي القرى المجاورة بينما اقتحم الأهالي معتقل الخيام وفتحوا أبوابه وحرروا الأسرى كما تقدم الأهالي والمقاومون إلى قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا وقراها لتندحر عنها قوات الاحتلال وليكون الخامس والعشرون من أيار صفحة مضيئة في صفحات المجد وعيداً للمقاومة والتحرير في لبنان.

وتحت جنح الظلام في الـ 25 من أيار عام 2000 نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمر رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إيهود باراك بالانسحاب وإخلاء جميع المواقع في جنوب لبنان هربا من عمليات المقاومة التي تميزت بالدقة في تحديد الأهداف والمفاجأة وتأمين خطوط الانسحاب والإمداد واستعمال الكمائن والعبوات الناسفة والمدافع إضافة إلى صواريخ الكاتيوشا لدك المستوطنات وقواعد الاحتلال الخلفية.

الانتصار الملحمي للمقاومة الوطنية اللبنانية عام 2000 جاء بدعم كبير من سورية والدول الداعمة لمحور المقاومة ضد مخططات كيان الاحتلال الإسرائيلي ومخططه التوسعي في المنطقة الذي ما زال قائما مع استمرار اعتداءاته واتخاذها أشكالا عدة وقد أدركت المقاومة بعد الانتصار أن المحتل لن يكف عن عدوانه وانه ينتظر فرصة أخرى للانتقام وعلى هذا الأساس واصلت استعداداتها العسكرية والبشرية لمواجهته وتمكنت في صيف العام 2006 من إلحاق هزيمة استراتيجية جديدة به.

وبعد مضي عشرين عاماً على تحرير الجنوب اللبناني الذي شكل عيدا للمقاومة والتحرير يستمر اليوم النضال ضد المحتل الإسرائيلي حيث يؤكد اللبنانيون تمسكهم بنهج المقاومة لتحرير ما تبقى من أراضيهم المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وقرية الغجر وتطهيرها من دنس الاحتلال وإعادتها إلى السيادة اللبنانية.

باسمة كنون

تاريخ النشر

26.05.2020

قراءة المزيد: