كلمة رئيس البعثة الدبلوماسية للجمهورية العربية السورية في أوكرانيا السيد السفير د. حسن خضور.

السادة والسيدات:

اسمحول لي في البداية أن أعرب عن الشكر لقيادة الجالية السورية في أوكرانيا ورئيسها القنصل الفخري للجمهورية العربية السورية في أوديسا السيد علي عيسى، على دعوتهم وتنظيمهم لهذه الفعالية الثقافية الهامة وهي افتتاح معرض الصور الفوتوغرافية بعنوان “سورية قبل وبعد الحرب”، وعرض الفيلم الوثائقي “سورية – الحرب والإيمان”. كما أود أن اشكر كل من ساهم في هذا الحدث بمناسبة الذكرى السبعين لاستقلال سورية.
كنا نود كسفارة أن نقيم احتفالاً كبيراً بهذه المناسبة، إلا أنه وللأسف، وكما تعلمون منذ خمس سنوات لا تحتفل السفارة بعيد الاستقلال، بسبب المعاناة والدمار وسفك الدماء والقتل التي تقوم به المنظمات الإرهابية المسلحة بدعم ورعايةمن بعض الدول وعلى رأسها السعودية وقطر والأردن وتركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

منذ 5 سنوات كانت سورية إحدى الدول العشرة الأكثر أمنا ًفي العالم ، ومثالاً ساطعاً عن الحياة السلمية المشتركة بين المكونات العرقية والدينية المختلفة للمجتمع السوري. يتميز الشعب السوري بالروح الوطنية العالية ، وقد تمتع لحرية كاملة وبجميع الحقوق التي كفلها له الدستور. هذه الحقوق والحريات غائبة تماما ًفي بلدان مثل المملكة العربية السعودية وقطر. أنهم مازالوا لايعرفون مصطلحات مثل “حق الانتخاب” و”الدستور”. وفي ذات الوقت ،يدعمون ويمولون بكل وقاحة الإرهابيين في سورية وغيرها من البلدان تحت شعار: “الحريةوالديمقراطية”.

هذه هي المظاهرات السلمية ،من وجهة نظرهم. وفي الواقع هي سفك للدماء،وتقطيع للرؤوس وأكل للقلوب والأكباد واغتصاب للنساء.

فهل يمكن للديمقراطية والحرية أن تُبنى عبر تدمير وحرق المدارس والجامعات والمستشفيات والمصانع والكنائس والمساجد ،وكامل البنية التحتية للبلد؟

عن أي مظاهرات سلمية يتكلمون ؟ أكثر من 150000 إرهابي من أكثرمن 86 بلداً تم إرسالهم إلى سورية؟
وفي تلك البلدان ، وكما تعلمون ،يُمنع في الواقع تنظيم مسيرات سلمية ،حتى من 3 أشخاص،فهل يسمحوا بإجراء مظاهرات مسلحة؟

منذبدايةهذه الحرب “العالمية” ضد سورية كان الهدف – تقسيم البلاد إلى عدة دويلات صغيرة ، وقدحذرت سورية بأنها تتعامل مع إرهاب منظم ،تدعمه دول معروفة ، ولكن وللأسف لم يكن أحد يود أن
يستمع إليها ، وفقط وبعد 5 سنوات من الصمود ومكافحة الإرهاب اعترف الجميع بصحة ما كانت تقوله سورية.

وكان ثمن ذلك الاعتراف – دمار البلاد ، واستشهاد عشرات الآلاف من السكان، ومن بينهم شهداء الجيش العربي السوري. وعلى الرغم من ذلك كله يواصل الشعب السوري مع الجيش السوري الباسل نضالهما المرير ضد الإرهابيين وأسيادهم.

سورية واثقة من النصر بفضل الموقف البطولي للجيش والشعب ،ودعم الأصدقاء المخلصين والحلفاء. وسيعود السلام والاستقرار والوحدة إلى ربوع سورية. وثقتنا نابعة من كلام ذلك الجندي الشهيد، الذي قال: “نحن مستعدون لتقديم حياتنا من أجل حياة أهلنا”.
ننحني بإجلال أمام تضحيات الشعب والجيش السوري الباسل – رمز فخرنا وصمودنا وانتصاراتنا.

نتمنى السلام والخير والاستقرار لسورية وغيرها من الدول ،وعلى وجه الخصوص لأوكرانيا وشعبها الصديق.

أيها الأصدقاء أتمنى لكم الازدهاروالوحدة!

مرة أخرى أكرر شكري لأصحاب السعادة السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المحترمين وجميع الأصدقاء على مشاركتهم في هذه الفعالية.

تاريخ النشر

20.04.2016

قراءة المزيد: